الحوار الصحفي مع المهندس محمد فاروق الراعي

الحوار الصحفي مع المهندس محمد فاروق الراعي

أجرى الحوار/ أ.حمدي سعد

http://fg2020.com/styles/ar/images/team/03.gif

·س1/ بداية نريد التعرف عن قرب على المهندس / محمد فاروق الراعي ؟ 

ج / أنا أخوكم في الله محمد فاروق محمد الراعي من مواليد عام 1386هـ بمدينة خميس مشيط. 
ـ أكملت حفظَ القرآن الكريم في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا ابنُ أحدَ عَشَر عاماً. 
ـ بدأت أمارس تعليم القرآن الكريم ـ بفضل وتوفيق من الله المنعم الجواد الكريم سبحانه وتعالى 
ـ عندما كنت في الصف الثاني المتوسط ولي الآن أكثرُ من 20 عاماً أمارس تعليم القرآن الكريم أولاً بالمدينة المنورة ثم بمدينة جدة. ـ حصلت على شهادة الثانوية ( القسم العلمي ) من ثانوية الأنصار بالمدينة المنورة. 
ـ التحقت بجامعة الملك عبد العزيز بجدة قسم علوم الحاسب الآلي وتخرجت عام 1415هـ حاصلاً على شهادة بكالوريوس في علوم الحاسبات

 

 ·س2/ نعلم أن لكم جهوداً مشهورة ومشكورة في تسهيل تعلم القرآن الكليم للمبتدئين عن طريق الكتاب المسمى بالقاعدة النورانية الذي ألفه جدكم رحمه الله فهل من كلمة تعريفية بهذا الكتاب؟ وما الفرق بينهوبين (القاعدة البغدادية) ؟ 

ج / القاعدة النورانية هي بمثابة التجويد العملي للقرآن الكريم وهجاء اللغة العربية، وقد انتشرت ـ بادئَ الأمر ـ في الهند وباكستان وأفغانستان وبنجلاديش وسيريلانكا ونيبال وجنوب إفريقيا وغيرها من البلاد الإسلامية، والبلادِ الأخرى ذاتِ الوجود الإسلامي. 
أما التعريف بالكتاب والفرق بينه وبين القاعدة البغدادية فيتضح من خلال الفروق التالية:

1. اشتهرت القاعدة البغدادية في فترة سابقة، ثم اندثرت أو كادت، أما القاعدة النورانية فمنذ انتشارها في شبه القارة الهندية قبل 100 عامٍ لا تزال معمولاً بها، وتكرر طبعاتها. 
وقد بدأ انتشارها في العالم العربي منذ عام 1419هـ حينما وفقني الله للعناية بها وطبعها، وبفضل الله سبحانه وتعالى طبع منها منذ عام 1419هـ إلى هذا العام 1426هـ عشرُ طبعات.

2. القاعدة النورانية تمثل التجويد العملي للقرآن الكريم لاحتوائها على أكثرَ من 95 % من أحكام التجويد، بينما القاعدة البغدادية لا تحوي غالبية أحكام التجويد، وإن كانت تعنى بتعليم الهجاء.

3. القاعدة النورانية كلماتها كلها من القرآن الكريم بخلاف القاعدة البغدادية، بل بعض كلماتها ليست من اللغة العربية أصلاً

4. القاعدة النورانية دروسها موزعة بطريقة ذكية وعلمية متسلسلة ومتدرجة، جمعها المؤلف ـ رحمه الله ـ بغاية الدقة والعناية من أمثلة القرآن الكريم مما يحتاج إليه الطالب المبتدئ فرتبها على النحو التالي: 
بدأ بالحروف المفردة ، ثم الحروف المركبة، ثم الحروف المقطعة، ثم الحروف المتحركة ( بالفتح والكسر والضم ) ثم التنوين ( الذي يرسمُ بفتحتين أو ضمتين أو كسرتين) ، ثم تدريبات على الحركات والتنوين، ثم الألف الصغيرة والياء الصغيرة والواو الصغيرة ( ويُقصد بها حروف المدِّ المحذوفة في الرسم والملحقة في الضبط ) ثم حروف المدِّ واللين، ثم السكون ثم تدريبات على السكون، ثم الشدَّة وتدريبات عليها، ثم أتى بجميع أنواع المدود تقريباً، ثم في الدرس الأخير أتى بما بقي من أحكام التجويد مثل أحكام النون الساكنة، وأحكام الميم الساكنة وهكذا … الخ. 
بينما القاعدة البغدادية لا يوجد فيها هذا التسلسل العلمي المنطقي.

5. إضافة لما سبق فإن من المقرر عند أهل العلم أن العلم إنما يؤخذ من أهله المعروفين، ولا يؤخذ من المجاهيل، وعليه فالقاعدة النورانية مؤلفها عالم جليل معروف من أهل القرآن ولا نزكيه على الله، بينما القاعدة البغدادية لا يُعرف مؤلفها أصلاً.

 

·س3/ حبذا لو تحدثونا عن قصة تأليف كتاب القاعدة النورانية لفضيلة الشيخ نور محمد حقاني رحمه الله تعالى ؟ وكيف وفقكم الله لإخراجه بهذا الشكل؟ 

نعم ألف فضيلة الشيخ نور محمد حقاني ـ رحمه الله ـ القاعدة النورانية في الهند قبل 100 عامٍ تقريباً كما أشرت، وهذا العالم الجليل جدُّ والدتي رحمة الله عليه وعليها، وقد انتشرت في الهند انتشاراً واسعاً ولا يكاد يخلو بيت من بيوت المسلمين في تلك القارة الكبيرة إلا وتتلمذ أبناؤه على هذا الكتاب القيِّم، فجزى الله مؤلفها وجميعَ علماء المسلمين خير الجزاء عن أمة الحبيب سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلَّم. 
أما قصتي مع تحقيق وتعريب هذا الكتاب وتطوير طريقة تعليمه ونشره في العالم العربي فكانت بدايتها أن تلقيت في عام 1418هـ اتصالاً هاتفياً من سعادة المهندس/ عبد العزيز عبد الله حنفي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة حفظه الله، إثرَ خطاب تلقاه من مدرسة البحث العلمي في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة تطلب من الجمعية العونَ والمساعدة في تعليم القرآن الكريم واللغة العربية، فطلب مني إمداده بما لديَّ في هذا الأمر، فاستجبتُ لطلبه، ورغبة مني في تحقيق رغبة المدرسة المذكورة، ذهبت إلى دبي لزيارة المدرسة، ولألتقي بمالكتها السيدة الفاضلة نجلاء الشامسي، ووجدت لديها رغبة شديدة في التعاون مع مركز الفرقان لتعليم القرآن في تطوير التعليم، وعند دراستي لحالة الأبناء والبنات في المدرسة، وجدت أن غالبيتهم يتحدثون باللغة الإنجليزية أكثرَ طلاقة من اللغة العربية التي لغة آبائهم وأجدادهم، فضلاً عن ضعفهم في القراءة بشكل عام، وقراءةِ القرآن الكريم بشكل خاص، وبعد عودتي إلى جدة استشرت الوالدة رحمها الله في الموضوع فأشارت عليَّ بكتاب القاعدة النورانية، فعكفت على دراستها، وحصلت على نسخة المؤلف الأصلية رحمه الله تعالى، فوجدت أنها بفضل الله تعالى تلبي احتياجَ أبنائنا من جميع النواحي إذا تم تطوير طريقة تعليمها، وبالتالي تدريسها بطريقة صحيحة تلائم أبناءَنا وبناتِنا في البلاد العربية، فقمت بتعريبها وتحقيقها وطباعتها طباعة فاخرة، لتكون ضمنَ مناهج مدرسة البحث العلمي بدبي. 
وقد عرضت الأمرَ على الشيخين الجليلين اللذين أكرمني الله عزَّ وجلَّ بأن أتتلمذ عليهما وهما فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر القيِّم شيخ القراء في المسجد النبوي الشريف، وفضيلة الشيخ الدكتور أيمن رشدي سُويد شيخ القراء في مدينة جدة، فأعجبا بالفكرة وشجعاني عليها وقد قرأت عليهما ما تيسر منها فأقراني عليها، فأقمت أول دورة في طريقة تعليمها في دولة الإمارات العربية المتحدة بمقر مدرسة البحث العلمي بإمارة دبي عام 1419هـ ، وبفضل الله عزَّ وجلَّ ثم بفضل جهود المعلِّمين والمعلِّمات ـ وبالمتابعة المستمرة من قبل صاحبة المدرسة ـ كانت النتيجة باهرة ورائعة، إذ أحدثت نقلة نوعية في قراءة الأبناء والبنات، وحببت إليهم القراءة، وكانت الفرحة والابتسامة باديتين على شفاه أغلب أولياء الأمور. 
وبعد نجاح هذه التجربة بتوفيق الله سبحانه وتعالى أحببت أن أنقلها إلى مدينة جدة، فعرضت الموضوعَ على عدد من مدراء وملاك المدارس الأهلية، فلم يتحمس لها أغلبهم، فبدأت بتطبيقها بمركز الفرقان لتعليم القرآن بجدة الذي أٌدِيره، وكانت البداية مع الأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة بعدُ أي الذين تتراوح أعمارهم بين 4 ـ5 سنوات، وكانت النتيجة كذلك باهرة؛ فقد أتقن غالبيتهم دروسَ القاعدة النورانية، فشجعني ذلك أكثر، وقمت بجمع مدراء وملاك المدارس الخاصة مرة أخرى لأعرض ـ على الهواء مباشرة ـ أولئك الأطفالَ الذين لم يدخلوا بعدُ المدرسة، ولأُريَهم كيف أنهم يقرئون بطلاقة وثقة بالنفس حروفَ وكلماتِ القاعدة النورانية، فما كان من أولئك المسؤولين إلا أن أقروا تدريسها كمنهج أساسي في الصفوف المبكرة لتأسيس الأطفال 
وهكذا كانت الانطلاقة الأولى وتلتها دورات ودورات، وتسارع وتنافس من قبل المدارس الأهلية الراقية والجمعيات الخيرية التي تعنى بتعليم الأطفال...

 

·س4/ ما هي الفائدة أو الهدف من تدريس القاعدة النورانية للأطفال وللكبار؟ 

ج / ينبغي أن نعلم أولاً أن القاعدة النورانية هي وسيلة للوصول إلى غاية؛ فالغاية هي تعلُّم القرآن الكريم حفظاً وتلاوة بالتجويد والإتقان، لذلك نرى أن القاعدة النورانية تساعد في تعليم الصغار والكبار فمثلاً فائدة تعليم القاعدة النورانية للأطفال من 4- 5 سنوات هي:

1. تعليم القراءة لهم بجهد أقلَّ وفي وقت أسرعَ.

2. تحبيب القراءة لدى الأطفال.

3. من خلال التجرِبة وُجد أن تعلُّم القاعدة النورانية بطريقة صحيحة ومتقنة ينقل الطالبَ ثلاثَ سنوات تقريباً إلى الأمام، مقارنة بالطفل الذي لم يدرسها، بحيث يصبح مستوى الطفل الذي عمره خمسُ سنوات في القراءة مثلَ الذي عمره ثماني سنوات في الصف الثاني أو الثالث الابتدائي أو أفضلَ منه.

4. تُسهِّل القاعدة النورانية تَعلُّم القرآن الكريم للأطفال، كما تُسهِّل على المعلمين والمعلمات عملية تعليمه.

5. بالقاعدة النورانية يتعلَّم الأطفال تجويدَ وترتيلَ القرآن ـ الذي أوجبه الله علينا ـ بالتلقي دون أية صعوبة، وبمستوى عالٍ جداً ، ويتعمد ذلك على ما إذا تم تعليمها بطريقة صحيحة.

6. تنمية الوعي والفهم والعقل لدى الطفل، فإن الطفل في هذه السن تكون لديه قدرة الحفظ أكبرَ من الفهم والوعي. 
وفائدتها في تعليم الكبار أنها تقوِّم اللسان، وتسهِّلُ عليهم تعلُّم تجويد القرآن الكريم عملياً بالتلقي وفي فترة قصيرة جداً، دون حاجة للخوض في أحكام التجويد النظرية... والله تعالى أعلم...

 

·س5/ ما هي الجهات الرسمية في المملكة أو الدول العربية التي اطلعت على القاعدة النورانية وأقرتها كوسيلة للوصول إلى الغاية وهو حفظ القرآن الكريم وتعلُّم القراءة ؟ 

ج /أولاً: الجهات الرسمية داخل المملكة : 
أما الجهات الرسمية التي أقرتها كمنهج أساسي لتعليم الأطفال، فهي كثيرٌ من المدارس الأهلية الخاصة وبعض المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم، وكذا الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مناطقَ مختلفةٍ من المملكة، ولجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخاصة (قسم تعليم القرآن الكريم) والندوة العالمية للشباب الإسلامي، والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي، وزارة العمل والشئون الاجتماعية، ومؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية، وتتبع كلَّ جهة من هذه الجهات عددٌ من المدارس والمراكز التعليمية وهي موزعة في مدن المملكة التالية: ( جدة، مكة المكرمة، المدينة المنورة، منطقة الرياض، المنطقة الشرقية، محافظة الطائف، منطقة ينبع الصناعية، منطقة الأحساء، محافظة أملج، محافظة تربة، محافظة الطريف، محافظة الزلفى). 

ثانيـاً: الجهات الرسمية خارج المملكة: 
طبقت القاعدة النورانية في أكثرَ من 25 جهةٍ ومؤسسة خارج المملكة منها: مدرسة البحث العلمي بدبي، ودار أسماءَ بنتِ أبي بكر الصديق التابعة لحكومة دبي، ومؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه برأس الخيمة، ومعهد هامل الغيث بإمارة أبو ظبي، والجمعية الإسلامية بمملكة البحرين، وجمعية الإصلاح بالبحرين أيضاً، وقسم تحفيظ القرآن الكريم بدولة قطر، ودار القاضي التابعة للأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية، وجامعة الإيمان بصنعاء، ومدارس رياض الفرقان كلاهما بالجمهورية اليمنية، وجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالولايات المتحدة الأمريكية، ومدرسة الهدى بالولايات المتحدة الأمريكية أيضاً، وبعضُ المدارس الإسلامية بكندا، وجمعية المرأة المسلمة بأستراليا، ومدرسة فاطمة الزهراء بجمهورية باكستان وغيرها من الجهات.

 

·س6/ مركز الفرقان لتعليم القرآن في جدة متى بدأ فعلياً في تطبيق القاعدة النورانية ؟ 

ج / بدأ مركز الفرقان في تطبيق القاعدة النورانية مباشرةً بعد نجاح تجربة تطبيقها في دولة الإمارات العربية المتحدة بمدرسة البحث العلمي بدبي في عام 1419هـ

 

·س7/ يتم تدريس القاعدة النورانية للمعلِّمين والمعلِّمات من خلال إقامة دورات مكثفة لهم قبل قيامهم بتعليمها للأطفال والدارسين لماذا..؟ ولماذا لا تمنحون الشهادة إلا لمن يجتاز بتقدير ممتاز؟ 

ج / لا يخفى عليكم أن فاقد الشيء لا يعطيه، فكما ذكرنا سابقاً أننا طوَّرنا طريقة تعليم القاعدة النورانية بحيث تكون بمثابة التجويد العملي للقرآن الكريم، لذا وجب على المعلِّم أن يتعلَّم أولاً طريقة تعليمها، لكي يحسنَ تعليمها للآخرين ويحقق النتائج المطلوبة. 
أما سؤالكم : لماذا لا نمنح الشهادة إلا لمن يجتاز بتقدير ممتاز؟ فإن الرسول صلى الله عليه هو خير المعلِّمين وقد قال ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة) فأردنا أن نخرج جيلاً من المهرة من أبناء أمتنا؛ فهدفنا أن يكون المعلِّم من المهرة حتى يكون تلميذه كذلك... والله تعالى أعلم...

 

·س8/ أقمتم أكثر من 100 دورة في طريقة تعليم القاعدة النورانية للمعلِّمين والمعلِّمات خارج وداخل المملكة ما دلالة ذلك ؟ 

ج / نعم بفضل الله سبحانه وتعالى قد أقمنا أكثر من 110 دورة في القاعدة النورانية في داخل وخارج المملكة، وهذا إنما يدلُّ أن الله سبحانه وتعالى قد جعل لها القبول وتقبلها من مؤلفها رحمه الله رحمة واسعة، ولما لها من أثر واضح وملموس على الأبناء والبنات.

 

·س9/ كتاب القاعدة النورانية الذي أقرته مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه وأقامت دورات للمعلِّمين والمعلِّمات في كيفية تعليمه بإشرافكم هل هي الجهة الوحيدة بالإمارات التي تتعاون معكم ؟ 

ج / سبق أن ذكرت عدة جهات إماراتية أقرت القاعدة النورانية في مناهجها، وهذه الجهات كلها تتعاون مع مركز الفرقان ونتعاون معها في سبيل تحقيق هدفنا المشترك، وهو تعليم القرآن الكريم لأجيال المسلمين بأقل جهد وأسرع وقت، وجزى الله الجميع خيراً على ذلك. 
ففي إمارة دبي مثلاً هناك مدرسة دار أسماءَ بنتِ أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنها بجميرا، ومعهد هامل الغيث لتحفيظ القرآن الكريم بأبوظبي، ومركز الشيخ زايد في مدينة العين، وكذلك هناك جهات عديدة في الشارقة تستفيد من إصدارات المركز المختلفة.